في السنوات الأخيره و حتى نهاية عام 2006 كانت التقارير الأقتصاديه الصادره عن بناء المنازل و قطاع العقارات جيده جداً في الولايات المتحده مما جعل الدولار في مستويات جيده
لكن كان هناك مشكله اخرى تكمن في زيادة حجم البطالة و الثبات النسبى لأجور العاملين مما يجعلنا نشتم رائحة تضخم (كان يعالجها النمو بالقطاعات المختلفه)
ما حدث ان العقارات تمنح من خلال البنوك و يتم دفع قيمة العقار للبنك على اقساط . لكن البنك يحتاج الى سيوله . فبدأت البنوك في بيع عقود المنازل الى المؤسسات العقاريه بخصم قيمة الفائده على ان تقوم هذه المؤسسات بتحصيل اقساط هذه العقود لصالحها .

و بذالك تغلبت البنوك على مشكلة السيلولة ... لكن تذكر ان الأجور ظلت ثابته و معدل استهلاك الفرد يكاد يقل مع ارتفاع معدل البطاله ...... اذاً كيف سيدفع الناس الأقساط .. من هنا ظهر اتناع الناس عن سداد الأقساط و اصبحت الشركات العقارية في حيرة من امرها .. حيث ان الدعاوى القضائيه في هذه الحالة لا تجدى ... و حتى الدعاوى القضائيه ستقضى بملكية الشركه للعقار ... و بالتالى الشركه ستمتلك اصول اكبر من السيوله و هذا غير مطلوب ابداً .
هكذا ظهرت المشكله في هذا القطاع

كيف ستواجه امريكا هذه المشكله التى ادت الى انهيار الدولار امام جميع العملات ؟
هناك عدة وسائل يمكن بها مواجهة انخفاض سعر الدولار منها :

1) رفع سعر الفائده على الدولار
لكن هذا الحل خاطئ جداً ... لأن الناس (اصحاب العقارات) لا يستطيعون السداد بالفائده القديمه فما بالك لو ارتفعت الفائده .. اذاً ستزداد المشكله
لذاك كان متوقع جداً ما صدر عن البنك الفدرالى امس بتثبيت سعر الفائده دون زياده او نقصان موضحاً ان هذا في مصلحة الأقتصاد الأمريكى

2) رفع اجور العاملين و خفض معدل البطاله
و هذه الطريقه تحتاج الى سنوات للعمل بها و القضاء على البطاله .. اذاً هذا الحل لا يصح ايضاً

3) التدخل المباشر من البنك الفدرالى الأمريكى بشراء كميات كبيره من الدولار فيرتفع سعره
و هذا العمل بقدر قوته إلا انه متهور جداً .. و هو شئ لاتسعى الولايات المتحده للعمل به لأسباب سأذكرها في البند التالى
بالأضافه الى ان البنك المركزى اليابانى و الذى لديه مخزون قوى من الدولار لن يسمح بهذه الفعله تمر مر الكرام

4) زيادة معدلات التجارة و التنشيط السياحى و محاولة خفض معدلات الإستيراد
و هذا ما تسعى الولايات المتحده للعمل به فعلاً منذ مفره ليست بقصيره .. إلا انه بدا واضحاً الأن....
** امريكا من اكبر الدول إستيراداً للبترول و هذا ما يجعل الدولار الكندى يؤثر على الدولار الأمريكى حيث ان امريكا تستورد اكثر من 40% من حاجتها للنفط الخام من كندا
لذا نلاحظ التوجه الأمريكى الأخير في خفض استهلاك الوقود و الذى يتمثل في تشكيل لجنة خاصه في الكونجرس الأمريكى تخطط لخفظ نسبة استهلاك الوقود في الولايات المتحده بنسبة 20% بحلول عام 2015

و نلاحظ ايضاً ما سعت إليه في بدء تنفيذ مفعلات انتاج الميثان من القمح (حيث ان القمح يمثل فائض انتاج في امريكا) ... و كذالك قيام بوش الشهر الماضى بأفتتاح اول مصنع يعمل على تطوير سيارات تعمل بالغاز

**على صعيد اخر انخفاض سعر الدولار يؤدى الى تنشيط التجارة و السياحه و خاصه في دول اوروبا .. حيث ان السلع و المنتجات الأمريكه سوف تباع في اوروبا بسعر رخيص جداً (ارخص من المنتجات المحليه) كما ان السياحه الى شواطئ فلوريدا الجميله و غيرها سوف يكون في متناول الأوروبيون نظراً لأنخفاض اسعار الطيران الأمريكى عن الطيران المحلى و انخفاض سعر الأقامه